ماذا يقول عظماء التاريخ عن محمد صلى الله عليه وسلم
بين يديك مجموعة من أقوال بعض المستشرقين الذين درسوا سيرة سيد الخلق فأعجبوا بشخصية الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، ومع كون بعضهم لم يرتدى عباءة الإسلام إلا انهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وما أحبوه إلا لأنهم وجدوا أن صفاته قد فاضت بكم من الرقي الشخصي والأخلاقي والحضاري إلى أبعد مدى. مما جعلهم معجبون به إلى الحد الذى دفعهم لأن يسطروا فيه الكتب ويذكروا شخصه في كل وقت. وهذا جزء من كل مما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجميلة
لامارتين- أديب فرنسى
يقول لامارتين:
من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد ؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه..عند النظر إلى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الإنسان؟!
إن أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافيه،وأدركت مافيها من عظمة وخلود. أي رجل أدرك من عظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد..؟، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ..؟
، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق
*******
ويقول:
لا أحد يستطيع أبداً أن يتطلع، عن قصد أو عن غير قصد، إلى بلوغ ما هو أسمى من ذلك الهدف، إنه هدف يتعدى الطاقة البشرية، ألا وهو: ـ تقويض الخرافات التي تجعل حجاباً بين الخالق والمخلوق، وإعادة صلة القرب المتبادل بين العبد وربه، ورد الاعتبار إلى النظرة العقلية لمقام الألوهية المقدس، وسط عالم فوضى الآلهة المشوهة التي اختلقتها أيدي ملة الإشراك.
*******
ويكمل لامارتين قائلاً:
لا يمكن لإنسان أن يقدم على مشروع يتعدى حدود قوى البشر بأضعف الوسائل، وهو لا يعتمد في تصور مشروعه وإنجازه، إلا على نفسه ورجال لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، يعيشون في منكب من الصحراء.
ما أنجز أحد أبداً في هذا العالم ثورة عارمة دائبة، في مدة قياسية كهذه، إذ لم يمض قرنان بعد البعثة حتى أخضع الإسلام، بقوته ودعوته، أقاليم جزيرة العرب الثلاثة، وفتح بعقيدة التوحيد بلاد فارس، وخراسان، وما وراء النهر، والهند الغربية، وأراضي الحبشة، والشام، ومصر، وشمال القارة الأفريقية، ومجموعة من جزر البحر المتوسط، وشبه الجزيرة الأيبيرية، وطرفاً من فرنسا القديمة.
فإذا كان سمو المقصد، وضعف الوسائل، وضخامة النتائج، هي السمات الثلاث لعبقرية الرجال، فمن ذا الذي يتجاسر أن يقارن محمداً بأي عظيم من عظماء التاريخ؟
ذلك أن أكثر هؤلاء لم ينجح إلا في تحريك العساكر، أو تبديل القوانين، أو تغيير الممالك؛ وإذا كانوا قد أسسوا شيئا، فلا تذكر لهم سوى صنائع ذات قوة مادية، تتهاوى غالبا قبل أن يموتوا.
أما هو فقد استنفر الجيوش، وجدد الشرائع ، وزعزع الدول والشعوب، وحرك ملايين البشر فوق ثلث المعمورة، وزلزل الصوامع والبيع والأرباب والملل والنحل والنظريات والعقائد، وهز الأرواح.
واعتمد على كتاب.. صار كل حرف منه دستوراً ، وأسس دولة القيم الروحية فشملت شعوبا من كل الألسنة والألوان، وكتب في قلوب أهلها ـ بحروف لا تقبل الإندثار ـ كراهية عبادة الأصنام المصطنعة، ومحبة الإنابة إلى الواحد الأحد المنزه عن التجسيم.
ثم دفع حماسة أبناء ملته لأخذ الثأر من العابثين بالدين السماوي ، فكان فتح ثلث المعمورة على عقيدة التوحيد انتصاراً معجزاً، ولكنه ليس في الحقيقة معجزة لإنسان، وإنما هو معجزة انتصار العقل.
*******
ويستطرد لامارتين فيقول
كلمة التوحيد التي صدع بها ـ أمام معتقدي نظم سلالات الأرباب الأسطورية ـ، كانت شعلتها حينما تنطلق من شفتيه تلهب معابد الأوثان البالية، وتضيء الأنوار على ثلث العالم. وإن سيرة حياته، وتأملاته الفكرية، وجرأته البطولية على تسفيه عبادة آلهة قومه، وشجاعته على مواجهة شرور المشركين، وصبره على آذاهم طوال خمس عشرة سنة في مكة، وتقبله لدور الخارج عن نظام الملأ، واستعداده لمواجهة مصير الضحية بين عشيرته، وهجرته، وعمله الدؤوب على تبليغ رسالته، وجهاده مع عدم تكافؤ القوى مع عدوه، ويقينه بالنصر النهائي، وثباته الخارق للعادة عند المصائب، وحلمه عندما تكون له الغلبة، والتزامه بالقيم الروحية، وعزوفه التام عن الملك، وابتهالاته التي لا تنقطع، ومناجاته لربه، ثم موته، وانتصاره وهو في قبره، ـ إن كل هذا ـ يشهد أن هناك شيئا يسمو على الافتراء، ألا وهو: الإيمان، ذلك الإيمان الذي منحه - صلى الله عليه وسلم - قوة تصحيح العقيدة، تلك العقيدة التي تستند إلى أمرين هما: التوحيد، ونفي التجسيم... أحدهما يثبت وجود البارئ، والثاني يثبت أنه ليس كمثله شيء. وأولهما يحطم الآلهة المختلقة بقوة السلاح، والثاني يبنى القيم الروحية بقوة الكلمة.
******
إنه الحكيم، خطيب جوامع الكلم، الداعي إلى الله بإذنه، سراج التشريع.
مايكل هارت- عالم فيزيائى وصاحب كتاب الخالدون المئة
هو عالم فلكى و فيزيائى أمريكى الجنسية - يهودى الديانة
وأكثر شيء يدعو للدهشة في تصنيفته المنتقاة أنه وضع نبينا الكريم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرقم واحد أول المائة العظماء وهو بذلك يؤكد بدون علم أو قصد شهادة الله تعالى في آخر تنزيل له للعالم : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "
يقول مايكل هارت عن محمد- صلى الله عليه وسلم
"إن اختياري لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح في مهمته إلى أقصى حد ، سواء على المستوى الديني أم على المستوي الزمني"
المهاتما غاندى
" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر .. لقد
أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب
الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود،
وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي
رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف.
بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود
المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".
توماس كارليل- كاتب انجليزى
ولقد اخرج الله العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور وأحيا به منها أمة خاملة وأرض هامدة لا يسمع لها صوت ولا تحس فيها حركة منذ بدء العالم . فأرسل الله لهم نبياً بكلمة من لدنه ورسالة من قبله ، فإذا الخمول شهرة والغموض قد إستحال نباهةً والضعة رفعةً والضعف قوةً والشرارة حريقاً.. وسع نوره الأنحاء وضم ضوءه الأرجاء وعقد شعاعه الشمال بالجنوب والمشرق بالمغرب . وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى صار لدولة العرب رجل في الهند ورجل في الأندلس وأشرقت دولة الإسلام حقباً عديدة وظهوراً مديدة بنور الفضل والنبل .
*******
ويقول كارليل : وإني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع.ولقد كان ابن القفار هذا رجلاً مستقل الرأي لا يعول إلا على نفسه ولا يدعي ما ليس فيه..ولم يك متكبراً ولكنه لم يك أيضاً ذليلاً ضرعاً. فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراد. يخاطب بقوله قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة.وكان لمحمد في شؤون الحياة عين بصيرة ..ثم إن له قدرة عظيمة على أن يوقع في أذهاننا كل ما أبصره ذهنه
الملك هرقل - عظيم الروم
لو كنت عنده لغسلت عن قدمه
نجاشى - ملك الحبشة
إن هذا الكلام والذى جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة
غوته - شاعر ألمانى
في ديوانه الرائع (الديوان الشرقي للشاعر الغربي) يخاطب شاعر الألمان غوته ، أستاذه الروحي الشاعر حافظ شيرازي فيقول : أي حافظ ! إن أغانيك لتبعث السكون.. وإنني مهاجر إليك بأجناس البشرية المحطمة ، لتحملنا في طريق الهجرة إلى المهاجر الأعظم محمد بن عبد الله .
ويقول غوته : إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا ، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد… ، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد.
كما اختص جوته الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقصيدة مدح طويلة، مشبهه بالنهر العظيم الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلي البحر، كما قام بكتابة مسرحية أيضا عن الرسول ولكنها لم تكتمل نظراً لوفاة جوته، وقد وجد بعض المخطوطات لهذه المسرحية والتي عمد فيها إلي التأكيد على أن محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بأفكار جديدة لنشر الإسلام وروح المساواة والإخاء في العالم.
ومما قاله في الإسلام في ديوانه الشعري الديوان الشرقي : إذا كان الإسلام معناه أن نسلم أمرنا لله، فعلى الإسلام نعيش ونموت جميعاً.
فولتير- الفيلسوف الفرنسي
ويقول الفيلسوف الفرنسي فولتير : لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنســان أن يقوم به على الأرض … إن أقل ما يقال عن محمد أنه قـــد جاء بكتاب وجاهد ، والإسلام لم يتغير قط ، أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة.
د. هانز كونج - عالم اللاهوت السويسري
ومما ميز حياة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم أن حياته وسيرته وشمائله كلها قد حفظها لنا التاريخ ، فليس ثمة غموض في أي ناحية من حياته وسيرته . وقد اعترف بهذه الحقيقة كبار المؤرخين الغربيين .
وقد أكد ذلك عالم اللاهوت السويسري المعاصر د. هانز كونج والذي يعتقد أن المسيح إنسان ورسول
فحسب اختاره الله ، فيقول : محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة ، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة.
أرنولد توينبى - مؤرخ بريطانى
المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) يقول : الذين يريدون أن يدرسوا السيرة النبوية العطرة يجدون أمامهم من الأسفار مما لا يتوافر مثله للباحثين في حياة أي نبي من أنبياء الله الكرام
ر.ف بودلى - جنرال وكاتب أمريكى
ويؤكد ر.ف بودلى فى كتابه (الرسول: حياة محمد ) على هذا المعنى فيقول : لا نعرف إلا شذرات عن حياة المسيح، أما في سيرة محمد فنعرف الشيء الكثير ، ونجد التاريخ بدل الظلال والغموض
غوستان لوبون - فيلسوف اجتماعى فرنسى شهير
ويقول المستشرق المعروف غوستان لوبون : نعرف ما فيه الكفاية عن حياة محمد ، أما حياة المسيح فمجهولة تقريباً ، وإنك لن تطمع أن تبحث عن حياته في الأناجيل
الكونت كاتيانى
ويقول الكونت كاتيانى في كتابه - تاريخ الإسلام
أليس الرسول جديراً بأن تقدَّم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام؟! وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام ندر أن نجد مثلها ، فتاريخ عيسى وما ورد في شأنه في الإنجيل لا يشفي الغليل .
العلامة شيريل - عميد كلية الحقوق بفيينا
ويقول العلامة شيريل ، عميد كلية الحقوق بفيينا :إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها"
جان ليك - مستشرق أسبانى
ويقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه - العرب
لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) كان محمد رحمة حقيقية ، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق.
كليمان هوارت - باحث فرنسى
ويقول الباحث الفرنسي كليمان هوارت : لم يكن محمداً نبياً عادياً ، بل استحق بجدارة أن يكون خاتم الأنبياء ، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بني قومه … نبي ليس عادياً فهو الذى يقسم
أنه (لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها) ! ولو أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في نشر الدعوة لأصبح العالم مسلماً
بوشكين - شاعر روسي
ونختم بقول الشاعر الروسي الشهير بوشكين
شُقّ الصدر ، ونُزع منه القلب الخافق … غسلته الملائكة ، ثم أُثبت مكانه ! قم أيها النبي وطف العالم …. وأشعل النور في قلوب الناس
هذا رأى البعض من الغرب عن سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..منهم من أسلم ومنهم من لم يسلم وإنما كان رأيه نابع من إيمانه بمبادىء وجدها فى حياة حبيبنا فما رأيك أنت يا مسلم يا من اخترت عقيدته لتكون منهجا تسير عليه طوال حياتك أم ان مالك النعمة لا يحس بها...؟
ماذا يقول عظماء التاريخ عن محمد صلى الله عليه وسلم
بين يديك مجموعة من أقوال بعض المستشرقين الذين درسوا سيرة سيد الخلق فأعجبوا بشخصية الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، ومع كون بعضهم لم يرتدى عباءة الإسلام إلا انهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وما أحبوه إلا لأنهم وجدوا أن صفاته قد فاضت بكم من الرقي الشخصي والأخلاقي والحضاري إلى أبعد مدى. مما جعلهم معجبون به إلى الحد الذى دفعهم لأن يسطروا فيه الكتب ويذكروا شخصه في كل وقت. وهذا جزء من كل مما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجميلة
جورج برنارد شو
يقول الفيلسوف الناقد الساخر جورج برنارد شو :إني أعتقد أن رجلا كمحمد في صدق ما ادّعاه ودعا إليه لو تسنى له أن يتسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتمّ له النجاح في حكمه، ولقاده إلى النجاح والظفر، ولحقق له السلام والسعادة المنشودة.
*******
ويقول أيضاً الفيلسوف جورج برنارد شو: إن اوروبا حبلى بالاسلام وستلده يوما ما، والذي قرأ القرآن الكريم قراءة الفاحص المتدبر الدارس, تشبع بالكثير من فكره ومعانيه. فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم مثله الأعلى,
وكان برناردشو يتمثل في حياته حماسة محمد وجهاده في سبيل التحرر, وكان ايضا يثير اعجابه ان محمدا لم يحاول السيطرة على قول المؤمنين, ولا أن يحول بين المؤمن وربه, ورفض أن يتخذه المسلمون وسيلة لله تعالى.
ويفترض الفيلسوف شو: إن حكم محمد للعالم الحديث بشكل مطلق يجعله ينجح في حل مشاكله حلاً يحقق السعادة والسلام.
*******
ويذهب شو الى القول: إنني درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا, فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح, بل يجب أن يدعى بمنقذ الانسانية, واوروبا بدأت في العصر الحديث تفهم عقيدة التوحيد, وربما ذهبت الى أبعد من ذلك, فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة, وبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي
*******
ويستطرد شو:
إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس ، قلنا إن محمداً رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات ، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً واضحاً قوياً ، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم.
لم يسجل التاريخ أن رجلاً واحداً ، سوى محمد ، كان صاحب رسالة وباني أمة ، ومؤسس دولة … هذه الثلاثة التي قام بها محمد ، كانت وحدة متلاحمة ، وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التاريخ.
*******
ويقول برنارد شو أيضاً:
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
تولستوى- أديب روسى
عملاق الأدب الروسي والمصلح الاجتماعي والمفكر الأخلاقي ( ليو تولستوي) والذي يعده البعض أعظم الروائيين على الإطلاق بفضل أعمال عظيمة خطها ببراعه مثل (الحرب والسلام) و(آنا كارنينا)، فله كذلك كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم موسوم تحت عنوان (حِكَم النبي محمد) وقبل أن أعرض الكتاب وددت أن أنقل مقدمة مترجم الكتاب إذ يقول فيها: بعد اطلاعي على رسالة الأديب الروسي ليو تولستوي عن الإسلام وعن النبي محمد, هالني ما جاء فيها من الحقائق الباهرة فدفعتني الغيرة على الحق إلى ترجمتها الى العربية، علما أن مترجم الكتاب (سليم قبعين) هو مسيحي لبناني.
*******
يقول تولستوى:
كتب تولستوي تحت هذا العنوان تعريف بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم و سيرته العطرة ثم انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض بعد ذلك. و قد قال ما نصه: و قد امتاز المؤمنون كثيراً عن العرب بتواضعهم و زهدهم في الدنيا و حب العمل و القناعة و بذلوا جهدهم لمساعدة إخوانهم في الإيمان لدى حلول المصائب بهم و لم يمض على جماعة المؤمنين زمن طويل حتى أصبح المحيطون بهم يحترمونهم احتراماً عظيماً و يعظمون قدره و غدا عدد المؤمنين يتزايد يوماَ فيوم
*******
و قال أيضا: و إذا كان انتشار الإسلام انتشاراً كبيراً على يد هؤلاء لم يرق بعضاً من البوذيين و المسيحيين فإن ذلك لا ينفي حقيقة أن المسلمين اشتهروا في صدر الإسلام بالزهد في الديانة الباطلة و طهارة السيرة و الاستقامة و النزاهة حتى أدهشوا المحيطين بهم بما هم عليه من كرم الأخلاق و لين العريكة و الوداعة
*******
:ويستطرد تولستوى فى وصفه عن محمد
إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي هذه كلها تدل
على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة .
إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد ، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.
*******
ويقول تولستوى أيضاً:
لو تولى العالم الأوربي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تُنُبِّئتُ بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوربا غداً وقد بدأ يكون مقبولاً لديها اليوم، فما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم.
*******
يصف ليو تولستوي النبي محمد في كتابه (حِكَم النبي محمد) قائلا : ًهو مؤسس دين ونبي الإسلام
الذي يدين به أكثر من مائتي مليون إنسان ( الكلام عام 1912م) قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله .
*******
ثم في فصل آخر من كتابه تحت عنوان (من كان محمد..؟): يقول: من أراد أن يتحقق مما عليه الدين الإسلامي من التسامح فليس له سوى أن يطالع القرآن الكريم بإمعان وتدبر فقد جاء في آياته ما يدل على روح الدين الإسلامي السامية منها ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاتَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
*******
ويقول: لقد تحمل محمد في سنوات دعوته الأولى كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة الوثنية القديمة وغيرها شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق ولكن هذه المحن لم تثن عزمه بل ثابرعلى دعوة أمته.. مع أن محمداً لم يقل إنه نبي الله الوحيد ..بل آمن أيضاً بنبوة موسى والمسيح ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً وقال إن اليهود والنصارى لا ينبغي أن يُكرَهوا على ترك دينهم بل يجب عليهم أن يتبعوا الصحيح من وصايا أنبيائهم .
*******
ويقول تولستوي أيضاً: ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة ويكفيه فخراً أنه هدى أمة بأكملها إلى نور الحق وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية وهذا عمل عظيم لا يقوم به شخص مهما أوتي من قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال
*******
كما اختار تولستوي مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) بلغت 64 حديثا ً وضمنها كتابه ومنها:
•لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
•ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
•إنما النساء شقائق الرجال
•ليس الشديد بالصرعة ..إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب
•ارض بما قسمه الله لك ..تكن أغنى الناس
•أفضل الصدقة إصلاح ذات البين و حفظ اللسان
•انصر أخالك ظالماً أو مظلوماً ، قيل يا رسول الله نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه.
إن أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه من الكتب النادرة الذي طبع قبل 90 عاما ً وهو كتاب غير معروف لدى الكثير من قرّاء العربية وهو في الوقت نفسه ينصف الإسلام ونبيه الكريم ويدعوا الأخرين إلى إنصافه، والكتاب في النتيجة النهائية هو وثيقة تاريخية لصالح الإسلام والمسلمين.